Ibn Ishâq/Ibn Hishâm : Sirat-an-Nabawiya, Passage en Arabe de la Révélation(610), v. 740/v.810

جاءني وأنا نائم

فقال

إقرأ

فقلت

وما أقرا؟

حتى ظننت أنه الموت

ثم كشطه عني فقال

اقرا

فقلت

وما أقرأ؟

فعاد لي مثل ذلك

ثم قال

إقرأ

فقلت

وما أقرأ؟

وما أقولها إلا تنجيا أن يعود لي بمثل الذي صنع بي

فقال

إقرأ بسم ربك الذي خلق

خلق الإنسان من علق

اقرأ وربك الأكرم

الذي علم بالقلم

علم الإنسان ما لم يعلم

ثم انتهى فانصرف عني، وهببت من نومي، وكأنما صور في قلبي كتاب، ولم يكن في خلق الله عز وجل أحد أبغض إلي من شاعر أو مجنون، كنت لا أطيق أنظر إليهما

فقلت لشاعر أو مجنون

إن الأبعديعني نفسه،

ثم قلت

لا تحدث قريش عني بهذا أبداً، لأعمدن إلى حالق من الجبل، فلأطرحن نفسي منه، فلأقتلنها، فلأستريحن، فخرجت ما أريد غير ذلك، فبينا أنا عامد لذلك سمعت منادياً ينادي من المساء يقول

يا محمد! أنت رسول الله، وأنا جبريل

فرفعت رأسي إلى السماء أنظر، فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول

يا محمد! أنت رسول الله، وأنا جبريل

فوقعت أنظر إليه، وشغلني عن ذلك وعما أريد، فوقعت ما أقدر على أ، أتقدم ولا أتأخر ولا أصرف وجهي في نحية من السماء إلا رأيته فيها، فما زلت واقفاً ما أتقدم ولأتأخر حتى بعث خديجة رسلها في طلبي حتى بلغوا مكة ورجعوا، فلم أزل كذلك حتى كاد النهار يتحول، ثم انصرف عني، وانصرفت راجعاً إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفاً إليها، فقالت: يا أبا القاسم أين كنت فو الله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا، فقلت لها: إن الأبعد لشاعر أو مجنون، فقالت

أعيذك بالله يا أبا القاسم من ذلك، ما كان الله عز وجل ليفعل بك ذلك معما أعلم من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وحسن خلقك، وصلة رحمك، وما ذاك يا ابن عن، لعلك رأيت شيئاً أو سمعته؟

فأخبرتها الخبر

فقالت

أبشر يا بن عم، واثبت له، فو الذي تحلف به إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة

ثم قامت فجمعت ثيابها عليها، ثم انطلقت إلى مروقة بن نوفلوهو ابن عمها، وكان قد قرأ الكتب، وكان قد تنصر، وسمع التوراة والانجيل، فاخبرته الخبر، وقصت عليه ما قص عليها رسول الله أنه رأى وسمع

فقال ورقة

قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة، إنه لنبي هذه الأمة، وإنه ليأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى عليه السلام

فقولي له فليثبت، ورجعت إلى رسول الله فأخبرته ما قال لها ورقة، فسهل ذلك عليه بعض ما هو فيه من الهم بما جاءه فلما قضى رسول الله جواره صنع كما كان يصنع، بدأ بالكعبة فطاف بها، فلقيه ورقة وهو يطوف بالكعبة

فقال ورقة

والذي نفس ورقة بيده إنه ليأتيك الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى عليه السلام، وإنك لنبي هذه الأمة، ولتؤذين، ولتكذبن، ولتقاتلن، ولتنصرن، ولئن أنا أدركت ذلك لأنصرنك نصراً يعلمه الله، ثم أدنى إليه رأسه فقبل يا فوخه، ثم انصرف رسول الله إلى منزله وقد زاده الله عز وجل من قول ورقة ثباتاً، وخفف عنه بعض ما كان فيه من الهم.